بدأ مئات من الشباب وممثلى القبائل
والمنظمات المدنية الموالين للرئيس اليمنى على عبدالله صالح فى التوافد أمس
على ميدان التحرير، وسط العاصمة صنعاء، وعدد من الساحات والميادين بالمدن
الرئيسية بالمحافظة، لحشد مظاهرة مليونية تأييداً لمبادرة الرئيس بشأن
الإصلاحات الدستورية وحل الأزمة التى تعانى منها البلاد.وأطلق
المؤيدون للمبادرة على مظاهرتهم المليونية «جمعة التلاحم»، والتى بدأت
مباشرة عقب صلاة الجمعة، مؤكدين دعم جهود القيادة السياسية من أجل حل مشاكل
البلاد، وكذا الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، ورفضهم الفوضى والتخريب
والفتنة، ودعوات التمزق والطائفية.ويطالب المتظاهرون خلال شعاراتهم،
تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن) بالاستجابة
لمبادرة الرئيس صالح، وللدعوات المتكررة إلى الحوار، وتغليب مصلحة الوطن
فوق كل مصلحة، وأكدوا تمسكهم بالشرعية الدستورية واعتبروا أن الفوضى
والارتهان للخارج غير مقبول.وفى مظاهرة مضادة للنظام، توافد منذ
صباح أمس مئات اليمنيين على الساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء وعدد من
المحافظات لتشكيل مظاهرة مليونية أخرى فيما سموه «جمعة التغيير» عقب صلاة
الجمعة، للتعبير عن رغبتهم فى إسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.فيما
دعت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة «تعز» الرئيس اليمنى إلى سرعة الإعلان عن
قرار التنحى عن الحكم، لتعود السلطة إلى مالكها الحقيقى وهو الشعب، وأكدت
أحزاب المعارضة أنه لم تعد هناك أى مبادرات قابلة للتسويق، لأن كل
المبادرات أصبحت متأخرة ومنتهية الصلاحية.وشدد الرئيس الدورى لتحالف
أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن) ياسين سعيد نعمان، على
أن الواقع تجاوز العرض الذى قدمه رئيس الجمهورية اليمنية المتمثل فى التخلى
عن صلاحياته الرئاسية لمصلحة نظام برلمانى قبل نهاية العام، لحل الأزمة
السياسية بالبلاد. واعتبره نعمان «مجرد لغو ليس موجهاً لا للمعارضة ولا إلى
الشعب اليمنى وإنما موجه إلى المؤتمر الشعبى العام (الحزب الحاكم)».ومن جانبها، رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، بمبادرة الرئيس اليمنى، ودعت إلى «حوار مفتوح وبناء».فيما
أكد المؤتمر الوطنى اليمنى الأول أن الحوار الوطنى بين كل القوى
والفعاليات على الساحة السياسية اليمنية هو السبيل الأمثل لحل القضايا
والمشاكل التى تسببت فى الأزمة السياسية الحالية التى تعيشها البلاد، فى
ضوء التوتر والمظاهرات المؤيدة للنظام وتلك المعارضة له.