موضوع: أين أنت من الصدقه؟ الإثنين أبريل 04, 2011 3:00 pm
بحث للاستاذ الدكتور/ زيد بن عبد الكريم الزيد
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا..
فكرة البحث تقوم علي ان المستفيد الاول من الصدقة هو المتصدق نفسه ، كما قال تعالي (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فهي تطهير وتزكية للمتصدق، تجعله يسعى لبذل الصدقة ويبحث عن المستحق لها ويسعد ويسر عندما يجد من يقبلها سرورا يفوق سرور المتصدق عليه بها ، قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالي - عن الرسول صلى الله عليه وسلم (وكان العطاء والصدقة احب شي اليه وكان سروره وفرحه بما يعطيه اعظم من سرور الآخذ بما ياخذه)
أولاً: الصدقة برهان علي عقيدتك عن ابي مالك الاشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الايمان والحمد لله تملاء الميزان وسبحان الله والحمد لله تملان او تملا ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها) فقوله صلى الله عليه وسلم (الصدقة برهان) يدل علي ان الصدقة وثيقة الصلة بقوة العقيدة ، وليست مجرد مبلغ من المال يقدمه المتصدق ليحسن به علي المتصدق عليه، ويدفع عنه حاجه طارئه ان الصدقة شديدة الصلة بالعقيدة ، بل لايقدم الصدقة الا قوي العقيدة ، لننظر في هذه العبارة (الصدقة برهان) اولا ما معنى صدقة ؟ ثانيا: ما معنى برهان ؟ وبرهان علي ماذا ؟ يقول النووي رحمه الله تعالى عن معنى الصدقة: (قالوا وسميت صدقة لانها دليل لتصديق صاحبها وصحة ايمانه بظاهره وباطنه) فهي دليل تصديق وصحة إيمان ويقول النووي ايضا ناقلا لمعنى برهان اي: (معناه الصدقة حجة علي ايمان فاعلها ، فان المنافق يمتنع منها لكونه لايعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته علي صدق ايمانه والله اعلم) وهاك مثالا يوضح المقصود: يذهب الشخص الي المخبر فيشتري خبزا ويدفع قيمة هذا الخبز فهو يجد ما يقابل المال الذي دفعه ويذهب الي المكتبة فيشتري كتابا فهو ايضا يجد العوض الذي قبضه عن هذا المال، وهكذا في الدنيا ، كلما اشترى شيئا يقبض ما يقابله ، لكنه يقف عند صندوق التبرعات ويلتفت كي لايراه احد ثم يضع فيه مبلغا من المال ، اين العوض ، ماذا اخذ ؟ انه يضع المال في الصندوق ويقول له الي اللقاء في القبر ويوم القيامه كي تظلني وتكفر ذنوبي ، اليس هذا المال برهان علي ايمانه ؟ هذا الموقف وهذه اللحظة لحظة اختبار ، كلنا نمر بها نتذكرها عندما ندعي الي الصدقة ، وعندما نقف عند من يجمع التبرعات ، وعندما نجتاز صندوق التبرعات ، وكل يقدم برهانه ، فمنا من يقدم برهانه ريالا واحدا ومنا من يقدم برهانه عشرة ريالات ومنا من يقدم برهانه مائة ريال وغيرها مما قل او كثر .
اما الصحابة - رضي الله تعالي عنهم اجمعين - لما دعوا الي الصدقة قدموا براهينهم علي هذا الايمان فابو طلحة رضي الله تعالي عنه كان برهانه مزرعته التي بجوار المسجد بيرحاء وقصته كما وردت في صحيح البخاري ورواها انس بن مالك رضي الله عنه قال: انه لما انزلت الاية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قام ابو طلحة رضي الله عنه الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الله تعالى يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وان احب اموالي الي بيرحاء وانها صدقة لله ارجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث اراك الله . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت واني ارى ان تجعلها في الاقربين: فقال ابو طلعة: افعل يا رسول الله فقسمها ابو طلحة في اقاربه وبنى عمه. وكان برهان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ثلاثمائة من الابل مجهزة تجهيزاً كاملاً في تجهيز جيش العسرة وعمر رضي الله عنه كان برهانه نصف ماله ، اما العملاق الذي سبق الناس كلهم عدا الانبياء عليهم السلام فهو ابوبكر الصديق رضي الله عنه فقد قدم برهانه ماله كله في اكثر من مناسبة فيوم الهجرة حمل كل ماله لخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، اما اولاده فعندهم كيس من الحصى ولما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للصدقة في المدينة ، جاء ابوبكر بكل ماله . هذا هو برهان الاحبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم - لمن يحبهم ويتاسى بهم فما برهانك يا اخي والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (والصدقة برهان)
الإثنين أبريل 04, 2011 3:00 pm