موضوع: هل تريد أن تصل إلى القمة السبت أبريل 02, 2011 12:41 am
من حكمة الله ورحمته أنه جعل الخلق يسعون لما ينفعهم في الدنيا والاآخرة، وأن يدفعون ما يضرهم في الدارين، فاقتضت حكمته وسنته التي لا تتبدل أن هذه المنافع المتنوعة - وخصوصا الأمور العظام - لا تحصل إلا بالسعي بأسبابها الموصلة إليها ، وكذلك المضار لا تندفع إلا بالسعي بالأسباب التي تدفعها ، وقد بين في كتابه غاية التبيين هذه الأسباب ، وأرشد العباد إليها ، فمن سلكها فاز بالمطلوب ، ونجا من كل مرهوب .
فأصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح ، جعل الله خيرات الدنيا والآخرة وحصولها بحسب قيام العبد بهذين الأمرين ، وقد ذكر الله في القرآن الكريم الكثير من المطالب وكيف نحصل عليها فلنسلك الطريق الصحيح الذي أرشدنا له الحكيم الخبير لنحصل على الفوز بدنيانا وآخرتنا
إذن قدجعل الله القيام بالعبودية والتوكل سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه ، شاهده قوله تعالى :
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ
أي : بمن يقوم بعبوديته ظاهرا وباطنا .
اذن قد جعل الله التقوى والسعي والحركة سببا للرزق ، شاهده قوله تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
جعل الله الإحسان في عبادة الخالق ، والإحسان إلى الخلق سببا يدرك به فضله وإحسانه العاجل والآجل ، شاهده الآية السابقة : إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وقوله :
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
ومن أحبه الله نال جميع ما يطلب .
أبشر فقد جعل الله التوبة والاستغفار والإيمان والحسنات والمصائب مع الصبر عليها أسبابا لمحو الذنوب والخطايا ، شاهده قوله تعالى :
جعل الله الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة ، وأخذ الحَذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم ، شاهده قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ وقوله : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
جعل الله اليسر يتبع العسر ، والفرج عند اشتداد الكرب ، شاهده قوله تعالى :
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
جعل الله الشكر سببا للمزيد منها ومن غيرها ، وكفران النعم سببا لزوالها ، شاهده قوله تعالى :
جعل الله لمحبته التي هي أعلى ما ناله العباد أسبابا ، أهمها وأعظمها متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال وسائر الأحوال ، قال تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
جعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان ، خصوصا إذا انضم إلى ذلك الإكثار من ذكر الله ، والاستعاذة بالله من الشيطان ، شاهده قوله تعالى :